الرجل ذو الجلباب واللحيه

الرجل ذو اللحيه والجلباب

قصه قصيرة

رجل ضخم الجثه عريض المنكبين جلس علي قهوة يتامل المارة الهائمين علي وجهوهم يمر امامه طفل فتهيج عليه ذكريات طفولته التعيسه ووالدة الذي اذاقه شتي انواع العقاب بذنب وبلا ذنب ثم يذكر غايته ميتذكر الرجل الذي جاء لمراقبته يسترجع شريط ذكرياته…كم ضحي لاجل هذا الوطنكم سجينا استخلص منه الاعتراف بطريقته العنيفه كم معتقلا كان  يجبرة علي الاعتراف بتهم لم يرتكبها ولم يستعين به الضباط دوما لاستخلاص الاعترافات من المعتقلين. العمل في امن الدوله او الامن الوطني(بمفهومه الاكثر ادعاءا للانسانيه) هو للابطال امثاله هكذا قال الوزير لهم .

يخرج الرجل ذو الجلباب واللحيه من منزله مسرعا يلتفت حوله يتعقبه المخبر دون ان يدرك يخترق الرجل الاجساد المتزاحمه ويشق طريقه من بينها يمضي من شارع لاخر ومن حارة الي اخري الي ان ينتهي به الطريق في زقاق مظلم ضيق يتوقف امام منزل كساه طوب احمر قد تغير لونه من الاتربه . يترصدة المخبر من بعيد يحاول ان لا يلحظه طريدته ينبض قلبه سريعا ويتصبب العرق علي وجنتيهوتساورة نفسه لم يريد هؤلاء تدمير البلاد ماذا فعلت لهم بالتاكيد ينتوى هذا الرجل الشر فيكفي انه كان ينتمي لذلك الحزب الديني المنحل ويكفي تلك اللحيه والجلباب لتثبت انه ارهابي فجميعهم لهم نفس الهيئه  تتسارع نبضاته المخبر اكثر عندما يري شخص يخرج من رحم الظلام ويسلم الرجل شوالا مملوء ويتركه سريعا تتاكد الظنون لدي المخبر بالتاكيد به متفجرات فهؤلاء الارهابيون لا يفعلون شيء سوي الدمار. يكاد قلب المخبر يقفز من خارجه يلتقط هاتفه ويكلم الضابط المسئول ويخبرة بشكوكه يشعر الضابط بشئ من الانتصار ويهتف الترقيه قد اقتربت كثيرا

يسير الرجل ذو الجلباب عائدا الي منزله في احدي الشوارع المظلمه يجد عربه زرقاء متهالكه تقف امامه ينسكب منها عدة اشخاص مخيفيون مدججون بالاسلحه يرتدون زى اسود لا يظهر سوي نظرات اعين مخيفه يحيطونه من كل جانب يلقي الرجل الشوال مفزوعا فينهمر عليه وابل من الرصاصات من كل اتجاه حتي اختفت ملامحه.

يراقب الضابط من بعيد وهو بنفث دخان سجائرة ويتجمع السكان حول الجثه دوون شفقه يهتفون،،الشعب والشرطه ايد واحدة،،

يخترق زحام الناس رجل المفرقعات يقترب من الشوال رويدا رويدا وقلبه ينتفض يفتح الشوال ليجد بداخله ارز قد اصطبغ بدماء الرجل فاصبح وردى فيشير الي الضابط بعلامه النصر وتهتف له الجماهير.

في غرفه مظلمه يقبع خمسه ابناء  اكبرهم لم يتجاوز العقد الاول  من عمره مع والدتهم وقد غلبهم النوم في انتظار والدهم  يستيقظون على صوت دقات الباب تفتح والدتهم لتجد جارتها الست زينب ممسكه بجريدة حكوميه يعتليها خط عريض تصفيه ارهابي خطط لتفجير منشات حيويه و بجوارها صورة لرجل مغطي بالدماء تضع الست زينب يدها علي فمها قائلا مش دة برضه ابو عبد الله جوزك ؟.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *