الحب فى زمن البعوض

يجلس العاشقان امام النيل يتمسك كلاهما بيد الاخر كانما يحميه من الغرق يحكيان ويتحاكيان ويرسمان الغد معا …. اتفقا علي كل تفاصيل حياتهم حتى سموا اسماء اولادهم المنتظرين رسما كلا منهم حلم جميل وروه بتفاصيل صغيرة …. لا يظنان ان هناك ما قد يفرق بينهم .. يرون ان قصتهم اقوى من روميو وجولييت بل هي قصه حب لم تحدث ولن ….يفترقان ليعود كل منهم الي منزله …ويواسيهم ان كلاهما سيتذكران موعودهم واحلامهم حتى اللقاء التالي….

تعود الفتاه لبيتها لتجد امها تزف لها نبا سار عريس يملك كل ما تتمناه رغم تظاهرها بالرفض الا ان عقلها يحدثها هذا هو المطلوب ما الذي سيفعله الحب لي ولابنائي هل سيطعمنى …. هل سيشترى لي منزل ملكى؟؟

يعود الفتى لمنزله ليجد صديقه يزف لن نبا قبوله لوظيفه بمرتب مغري لاحد الدول العربيه…يكاد يطير من الفرح حتى انه لم يفكر فى حبيبته التى تركها من قليل ينزل مسرعا لاقرب سوق ويجهز شنطه سفرة…

تدق الدفوف وتظر الفتاه بالفستان الابيض متشبسه بيد رجل اخرتعطيه نظرات حب اقوى من حبيبها السابق ويتراقصان معا على انغام الموسيقي

يتحدث  مساعد الطيار الي الركاب الذي يجلس معهم الفتى معلنا اقلاع الطائرة ترتسم علي شفه الفتى ابتسامه لم يعهدها من قبل.

ببساطه يفترقان دونما الوداع هكذا هو الحب الان هكذا هو الحب في زمن البعوض

العرب والفتاه التي ارادت العمي

في البدايه اصابني الذهول والدهشه عند قراءه خبر عن امراه امريكيه تدعي (جويل شوبنغ)التى ارادت طول عمرها ان تصبح عمياء وقد تحققت امنيتها بمساعدة طبيبها النفسي الذي سكب مادة كاويه في عينيها

هذا الخبر الغريب جعلنى اتسائل من قد يرغب في ان يصبح اعمي ؟ وبعد تفكير ادركت اننا نعيش جميعا عميان لسنا عميان للبصر بل للبصيرة نحن دوما نري الاخطاء حولنا وندعي اننا لم نراها او نتجاهلها  فدوما نرى من يسلب حقوقنا وندعى العمي تشاهد اطفال سوريون تموت يوميا وندعي العمي  ويقتحم الاقصي يوميا وندعي العمى ايضا …. لم يقتصر العمي علي انفسنا بل اردنا ان يصبح ابنائنا مثلنا عميان لا نرغب منهم ان يطلبوا حقوقهم او ينتقدونا لمواقفنا المتخاذله دوما بل اردناهم مثلنا فمنذ طفولتهم نفقا اعينهم عن الحقيقه ونجعلهم نسخه اسوا من انفسنا

في النهايه رسالتي الي من ادعي العمي وتخاذل عن حقه وحق الاخرين لا تظن ان بذلك تنجو بنفسك لا فبصمتك عن الحق فانك تدعو الظالم ان يزيد في طغيانه و يكفي انك ترتكب تلك الجريمه في حق نفسك بل في حق اولادك ايضا حتى صارت مجتمعاتنا العربيةعلي تلك الشاكله من العمى والتغاضي عن الحقيقه .. فابصروا قبل ان يفوت الاوان ويطالكم الظلم ايضا .